لوكا مودريتش، الذي ولد في 9 سبتمبر 1985 في زادار، كرواتيا، أصبح أحد أعظم لاعبي خط الوسط في جيله. يُعرف مودريتش برؤيته وتمريراته وقدرته على التحكم في اللعبة، وتعد رحلة مودريتش من كرواتيا التي مزقتها الحرب إلى نجومية كرة القدم العالمية شهادة على موهبته وقدرته على الصمود.
تميزت حياة مودريتش المبكرة بحرب الاستقلال الكرواتية، مما أجبر عائلته على الفرار من وطنهم. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، تابع مودريتش كرة القدم بشغف. انضم إلى أكاديمية الشباب في نادي زادار وانتقل لاحقًا إلى دينامو زغرب، حيث برزت موهبته بسرعة.
دينامو زغرب (2003-2008):
بدأ مودريتش مشواره الاحترافي مع دينامو زغرب في عام 2003. وساعد النادي على الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري من عام 2006 إلى عام 2008، وحصل على جائزة أفضل لاعب كرواتي في عامي 2007 و2008.
توتنهام هوتسبير (2008-2012):
في عام 2008، وقع مودريتش مع توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأصبح جزءًا أساسيًا من خط وسط توتنهام، حيث ساعد الفريق في تأمين المركز الرابع والتأهل لدوري أبطال أوروبا في موسم 2009-2010.
ريال مدريد (2012-حتى الآن):
في عام 2012، انتقل مودريتش إلى ريال مدريد. أصبح لاعبًا رئيسيًا، وشكل ثلاثيًا هائلاً في خط الوسط مع توني كروس وكاسيميرو. فاز مودريتش بالعديد من الألقاب مع ريال مدريد، بما في ذلك أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقبين في الدوري الإسباني. في عام 2018، فاز بجائزة الكرة الذهبية، والكرة الذهبية لكأس العالم، وجائزة أفضل لاعب في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
كان مودريتش عنصرًا أساسيًا في المنتخب الكرواتي منذ عام 2006. قاد كرواتيا إلى نهائي كأس العالم لأول مرة على الإطلاق في عام 2018، حيث احتلوا المركز الثاني. أكسبه أدائه الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة.
يُعرف مودريتش بقدرته على التحكم في وتيرة اللعبة، ورؤيته، وتمريراته الدقيقة. تجعله مراوغته وذكائه على الكرة ومعدل عمله لاعب وسط متكامل. جعلت صفات مودريتش القيادية منه لا غنى عنه لكل من النادي والبلاد.
تعتبر مسيرة لوكا مودريتش شهادة على الموهبة والمثابرة والتميز. فمنذ أيامه الأولى في كرواتيا إلى صعوده كلاعب خط وسط متميز، أظهر مودريتش قدرات استثنائية. وقد عززت مساهماته في نجاحات ريال مدريد ومسيرة كرواتيا التاريخية في كأس العالم إرثه كواحد من عظماء كرة القدم. وبينما يواصل مودريتش اللعب على أعلى مستوى، ينتظر المشجعون بفارغ الصبر الفصول التالية من مسيرته الاستثنائية.